أطفال صغار يحفظون القرآن ويؤمون المصلين
نشر: 20/3/2008 الساعة .GMT+2 ) 00:40 a.m )
منقول من جريدة الغد
معتصم الرقاد
عمان- أطفال .. لكنهم خطباء وأئمة؛ يحدث ذلك في مدرسة ببلدة المنشية بلواء الموقر. أطفال يقومون بالخطابة والامامة بالمساجد بطلاقة.
ويتدرب الأطفال في البلدة على يد أستاذهم ومربيهم الشيخ صالح الشطي، الذي يقوم بذلك تطوعا، إلى جانب قراءته القرآن الكريم في ليلة واحدة وفي ركعة واحدة، وهو ما استغرق منه ما يقارب 8 ساعات.
يقول الشيخ الشطي إمام مسجد المنشية أنه تمكن من غرس روح الاسلام في نفوس الاطفال، بعيدا عن "الحزبية والتطرف والغلو والعنف، الذي يشوه صورة الاسلام". مشيرا إلى حرصه على ابراز صورة مشرقة عن مبادئ التسامح والتعايش والاعتدال.
ويلفت إلى أنه حقق انجازا في إيصال أطفال صغار إلى مرحلة اعتلاء المنابر للخطابة، مستبشرا أن يكون لهم دور مؤثر في طرح تعاليم الإسلام.
ويشير الشطي الى أن إمام المسجد لديه الوقت الكافي ليفيد المجتمع المحلي، مشيرا إلى أنه لذلك قررعقد مثل تلك الدروس المتخصصة للاطفال وتعليمهم الامور العلمية والدينية.
ويؤكد أنه أخذ على عاتقه منذ عمله في المسجد تدريس القرآن الكريم للاطفال، حيث تتلمذ على يديه عدد لا بأس به من الطلبة.
وتبدأ الدورة بعد عودة الاطفال من المدرسة أي من العصر الى صلاة العشاء، ويعمل الشيخ على مراجعة ومتابعة الواجبات المدرسية معهم والانتهاء منها قبل البدء بدروس القرآن.
ويستذكر الشيخ الشطي أنه في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كان يوجد حافظ واحد للقرآن الكريم، مقابل 7 في العام الحالي، لافتا إلى أن كل واحد منهم يستغرق حفظه مدة لا تقل عن 8 أشهر.
ويبين الشطي أن خطب الاطفال التي يلقونها يوم الجمعة موجهة الى الاخلاقيات والسيرة النبوية وبر الوالدين وأدب الاطفال وغيرها، مشيرا إلى قيام الطفل إياد محمد القضاة بالقاء محاضرة بعنوان "أضرار المخدرات".
ويقول فراس القضاة الذي يقطن في بلدة المنشية إنه يفتخر ويعتز بهولاء الاطفال المنهمكين في حفظ القرآن الكريم بعد أن يقضوا بعض الوقت في أداء واجباتهم الدراسية، مشيرا إلى تسابق الأطفال على حفظ القرآن فيما بينهم.
ويؤكد القضاة أن ما يهمه تهيئة جيل من الشباب المتمسكين بدينهم وبوطنهم والحفاظ على العادات والتقاليد والقدرة على تحمل المسؤولية.
ويشير الشطي إلى قيام طفل في الثامنة من عمره وهو نهار محمود القضاة بالقاء خطبة متناولا موضوع بر الوالدين، مستشهدا بآيات من الذكر الحكيم وأحاديث نبوية شريفة.
"مصلون كبار يصطفون خلف امام صغير، بعد القاء الطفل محمد القضاة خطبة ارتجالية حول أدب الأطفال" يقول الشطي مؤكدا أن الطفل لم يرتكب أي خطأ فيها.
الطفل أنس الذي تجاوز عمره 3 سنوات بقليل، يستطيع قراءة الأحرف بطلاقة ومن دون أي خطأ، ويقول والده إنه يدرس على قاعدة النور كتاب التهجي، ويحفظ جزءا من سورة الرحمن ويتوقع والده أن يحفظ القرآن كاملا عندما يكمل السادسة من عمره.
ويشير الشيخ الشطي الى أن المدرسة شاركت في عدة مؤتمرات، والطالب محمد الذي يحفظ 24 جزءا من القرآن شارك في البرنامج المنهجي لتطوير الأداء المؤسسي لمديريات التربية والتعليم والمدارس في الاردن.
ويلفت إلى وجود دورات للواعظات تقوم بها زوجته، حيث تم تخريج عدد من البنات، وتدرس الان الطفلة غدير عواد محارب وهي على أبواب حفظ القرآن الكريم.
ويوضح الشطي أن إلقاء الخطب كان في البداية غير مسموح به للاطفال، ولكن أجاز المفتي العام للاردن أن يصلي المسلمون خلف أي انسان مميز من السابعة عمرا فما فوق، شرط أن يكون متقنا لأمور الصلاة ليكون اماما.