maazeem_00
سوسنة جديدة
عدد الرسائل : 1 العمر : 47 رقم العضوية : 39 تاريخ التسجيل : 31/03/2008
| موضوع: قصة نقاب الخميس 3 أبريل - 7:46 | |
| في أقصى الشمال من مصر حيث الطبيعة السهلة السمحة الغناء, وحيث الزرع الأخضر النضير يمتد على مرمى البصر بلا انقطاع, وعلى بعد بضعة أميال من البحر – كنت ألقي خطبة الجمعة في مطلع العام الهجري عن:"الهجرة النبوية : دروس وعبر" وبعد الفراغ من الخطبة والصلاة اعتذرت لإخواني المصلين عبر مكبر الصوت أنني على سفر عاجل إلى القاهرة؛ لذا فإني سأحرم من مصافحتهم ومعانقتهم كما تعودنا عقب الخطب والدروس... نزلت من المسجد مهرولا إلى السيارة, ثم انطلق بنا السائق – وانظر إلى أقدار الله !! فكل شئ خلقه الله بقدر, ولكل نبأ مستقر, وكل حادثة من ورائها حكم باهرات. وكل شئ عنده بمقدار؛ فلولا ما سأقصه عليك الآن ما كنت لأخط هذه الكلمات, وما كنت حتى هذا التاريخ قد انتويت الكتابة في هذا الموضوع لولا أن الله هيأ له أسبابه وعزم لي عليه – بعد واقعة سأقصها عليك.فعند أول تقاطع للطريق استوقفتنا امرأتان تستأذنان في الركوب معنا إلى بلدة في طريقنا. فأذنا لهما..وبينما هما تركبان انشقت الأرض عن رجل – لست أدري من أين خرج !!! ولا من أين جاء!! ينقر على زجاج النافذة, ففتحت له – كانت هيئته توحي بأنه مزارع يعمل بيديه في الأرض – يقول: " ياعم الشيخ: بعد إذنك أسألك سؤال ". – تحت أمرك .. تفضل: - " ياعم الشيخ ! قل لي: النقاب فرض ولا سنة" ؟!!. - قلت له: تريد الحق ؟!! الحق الذي لا حق غيره !! أم أغشك ؟! قال :لولا أني أريد الحق ما سألتك.. قلت:والله الذي لا إله غيره ! النقاب فرض.. ثم تعجبت حين سألني هذا الرجل المبارك –الذي كان هو والمرأة التي ركبت معنا سبباً مباشراً فيما أكتب الآن – سألني: "وفيه دليل على كده ياعم الشيخ" ؟!! قلت – معجباً بسؤاله بقدر ما أخذني العجب:نعم, قال الله تعالى : ﴿ وإَذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ﴾ ... ثم وضعت كلتا يديّ الاثنتين حاجزاً بين وجهي ووجهه. وكلمته من وراء يدي. وقلت : هل ترى وجهي الآن وأنا أكلمك ؟! قال : لا قلت :لماذا ؟! وأجبت: لأنني أكلمك من وراء حجاب.. فالمرأة لا ينبغي أن تحدث الرجال أو تظهر عليهم إلا من وراء حجاب يحجب عنهم وجهها وجمالها.. قال الرجل :" أفادك الله, ولا أعطلك". وانصرف منشرح الصدر مرتاح البال – كأنما انزاحت صخرة عن صدره !! تحركت السيارة ثانية؛ فإذا بإحدى المرأتين تقول: "ياعم الشيخ بس النقاب سنة مش فرض" !!! قلت لها: من قال ذلك ؟! قالت:" أنا سامعة كده " !! قلت لها:ولكني أجبت الرجل بما قرأته أنا وبما سمعته وبما أعلم أنه الحق الذي أدين لله به وأرجو أن ألقي الله عليه... قلت لها:سأحكي لك ما علمته, واحكمي أنت ولن أحكم أنا.. قالت" اتفضل ". قلت:تعالي ننظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم – الذي نزلت عليه آيات الحجاب كيف فهمهاوكيف فهمتها زوجاته الطاهرات رضي الله عنهن ؟! هل كانت زوجات النبي يلبسن النقاب أم الخمار الذي يكشف الوجه؟!! قالت:" كانو لابسين النقاب". قلت :جميل !!.. تعالي إلى بنات النبي صلى الله عليه وسلم – ماذا كانوا يلبسون؟!! قالت :" النقاب". قلت :جميل جداً... تعالي إلى زوجات الصحابة – ماذا كانوا يلبسون؟!!. قالت – بلهجة المتسائل - :" النقاب؟؟؟؟! ". قلت: نعم– وكانوا يخرجون للصلاة – مع النبي صلى الله عليه وسلم كغربان سود ( يلبسن السواد ولا يُرى منهن شئ) كما وصفتهن أُمنا أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها. تعالي إلى بنات الصحابة – ماذا كانوا يلبسون؟
قالت :" أكيد همه كمان كانوا لابسين النقاب". قلت : فتح الله عليك !! قلت :تعالى إلى المرأة المسلمة على مدار التاريخ من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى سنة قريبة جداً منا, إنها سنة 1919 م يعني ثورة 19. قلت : هل تعرفين ماذا كانت تلبس المرأة المسلمة كل هذه القرون الطويلة ؟!!! قالت – مرة ثانية بلهجة المتسائل: " النقاب؟؟؟! " قلت:بالضبط ولا شئ غير النقاب .. هنا دخلت الثانية في حديثنا وقالت: " فعلاً أنا رأيتهم في الأفلام التي تتحدث عن الثورة يلبسون النقاب ". قلت : فح الله عليك ! .. فقد كان النقاب هو زي المرأة المسلمة في طول العالم الإسلامي وعرضة. ثم قلت: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم – والصحابة والمسلمون على مدار التاريخ – هل كل هؤلاء كانوا على خطأ حين فهموا أن الحجاب هو النقاب ؟!!! وهل كانت المرأة المسلمة من عهد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وحتى تاريخ الثورة المذكور–هل كانت تلبس النقاب عن جهل وضلالة أم عن علم ورشد ؟!!! إن الحقيقة أوضح من الشمس في ضحاها فلا شئ يستر المرأة ويصون جمالها وعفتها وحياءها مثل النقاب!!.. وعند هذا الحد – كانت السيارة قد بلغت مقصد المرأتين, فشكرتا ونزلتا, وقد استبان لهما وجه الحق في المسألة .. ولله الفضل والمنة . ثم ألتفتُ إليك أيها القارئ الكريم, وأيتها الأخت المؤمنة لأقول :إنني لم أخض إلى الآن في حجج الموجبين للنقاب ولم أدحض شُبَه المخالفين الذين يكفي فيالرد عليهم شهادة التاريخ وشهادة الفطرة النقية !!! فشهادة التاريخ تثبت أن المرأة المسلمة لم تتخلَ عن نقابها يوماً من الدهر منذ نزلت آيات الحجاب وحتى التاريخ المذكور للثورة وزعيمها الهُمام الذي اجترأ على ما لم يجترئ عليه رجل مسلم على مدار التاريخ حين مد يداً آثمة إلى وجه زعيمة تحرير المرأة هدى شعراوي – صنيعة الغرب المتحرر !!! فنزع عنها نقابها لأول مرة في تاريخ الإسلام والمسلمين وألقى به على الأرض وسط ضحكاتها التي ترن متجاوبة مع ضحكات صويحباتها من الجيل الحر أما شهادة الفطرة فإنها تشهد أن أجمل ما في المرأة وجهها وهو مجمع حسنها وجمالها وفتنتها .. وأن الإسلام – وهو دين الفطرة – ما كان ليعرى هذا الجمال وتركه كلاً مباحاً لكل من هبّ ودبّ من فجرة فاسقين!! ثم أنا لا أعرف رجلاً راح يبحث عن عروس جميلة, فقالوا له: إن ساقها جميلة, أو رجلها بديعة, أو خصرها فتان, أو صدرها ممتلئ أو غير ممتلئ !!! ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين !!! فكل ذلك لا يعني صاحبنا في شئ لأنه في الأصل يسأل عن وجهها, وما قصد بجمالها جمال جسدها, وإنما قصد جمال وجهها لاغير !! فكل شئ يتغاضى عنه الباحث عن الجمال إذا كان الوجه جميلاً ... ولا يغني عن جمال الوجه جمال يد ولا جمال رِجل !!! فبالله كيف يستر الإسلام رِجلي المرأة وذراعيها ولا يستر وجهها ؟! مع أن جمالها وفتنتها وتأثر القلب بها وما يعلق بالذاكرة منها – كل ذلك خاص بالوجه لا بغيره !!! إن الحق أبلج ... والحق أحق أن يُتبع ولو خالف أهواء الناس وصدق الله : ﴿ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاه ُوَبِالْحَقَِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ مُبَشِّراً وَنَذيراً ﴾ فما على الرسول إلا البلاغ, وما على الدعاة إلا أن يبينوا للناس طريق الرشاد وصدق الله : ﴿ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكنَّ اللهَ يَهدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾.ثم ألتفت إلى طائفة من أخواتنا المنتقبات الفاضلات فيهن خير كثير؛ كان هو الدافع لهن إلى لبس النقاب ومخالفة أمم من الناس يعيشون في محيطنا ممن يعادون النقاب... ويشمئزون منه !! ويزوّرون عنه... وينقمون عليه !!بل ويتمنون من كل قلوبهم لو أغمضوا عيونهم ثم فتحوها ليروا النقاب قد اختفى من صفحة الوجود وسقط سهواً من دنيا الناس !!..وبغير ذلك تمضى سنة الله في التمكين لهذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وأهله وذلاً يذل الله به الكفر وأهله.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون... وبالتالي فإن ما يتمنونه من زوال النقاب شئ لن يكون!! لأن الخير سيظل في هذه الأمة: رجالها ونسائها إلى قيام الساعة وحتى يأتي أمرالله ؛ وأدل دليل على ذلك انتشار النقاب واتساع دائرته وعلى جميع المستويات والأعمار يوماً بعد يوم !!! نرجع ونقول إن هذا الفريق من أخواتنا المنتقبات الصالحات يفوتهن فقه كثير حتى في موضوع النقاب نفسه وما ينبغي أن يكون عليه !! فيُسئن إلى النقاب (وهم يشعرون أو لا يشعرون!!!) فترى الواحدة منهن تلبس النقاب ثم تكشف عن عينيها – بلا عذر!!! وكأن عينيها الفاتنتين ليستا جزءاً لا يتجزأ من صميم جمالها والنقاب بلا شك يحدد العينين ويزيدهما فتنة وجمالاً, كالمنظر الطبيعي البديع نمر عليه فلا يلفت انتباهنا ولا يستأثر باهتمامنا! في حين أننا نراه عبر شاشة التليفزيون فإذا به يخطف أبصارنا !! والسبب أن شاشة التليفزيون حددته.. فزادته حسناً إلى حسنه وجمالاً إلى جماله وفتنة إلى فتنته!!! وكذلك يفعل النقاب حين تكشف المرأة عن عينيها ليزيدهما النقاب فتنة وجاذبية!! وفريق من هؤلاء لا يكفي الواحدة منهن أن تكشف عن عينيها الكحيلتين, وجفنيها الملونين بألوان الطيف !!! وإنما تكشف عن حاجبيها المرفعين المرققين كأنهما أقواس النصر وفريق آخر يكشف الأنف أو بعضه !!! وفريق يكشف عن بعض الجبين وكأنها تقول: "المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين !!!"وفريق يكشف من الوجه بمقدار ما يستر وكأنه آلي على نفسه إلا أن تكون القسمةعادلة !!!!ولاشك أن ذلك كله من عمل الشيطان وتزيينه وغوايته!!ولاشك أيضاً أن ذلك كله أبعد ما يكون عن النقاب الحق كما عرفته زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وبناته ونساء الصحابة بل ونساء المؤمنين على مدار القرون ! فإلى كل هؤلاء نقول: " اتقي الله يا أمة الله" والبسي النقاب بحق ملتزمة به كما يحب لك الله ورسوله وصالح المؤمنين...صوني جمالك عن الأعين الخائنة والنظرات الجائعة – كما تُصان اللآلئ في الأصداف !!! فذلك حق الله عليك وحق محارمك.. واعلمي أن سلعة الله غالية وأن سلعة الله الجنة التي لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا حتى خطر على قلب بشر !!! ولكن هذه الجنة الغالية قد حفها الله – فتنة وابتلاء وامتحاناً – حفها بالمكاره: ﴿فَعَسَى1 أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً﴾ولاةسبيل إلى الجنة إلا عبر هذه المكاره – كما قال الله وقوله الحق: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّستَّهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذيِنَ آمنُوا مَعَهُ مَتَى1 نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ ﴾ فاصبري أيتها المؤمنة المجاهدة ... اصبري على عقبات الطريق,فعندها تعرفين عاقبة الصبر الجميل ... إنها الجنة ملحوظة : نقلا من كُتيب قصة النقاب للشيخ طارق بن عبد الرحمن اللغوي بدون اي زيادة أو نقصان ولاتنسوني من دعائكم
| |
|
Ahmad
سوسنة متألقة
عدد الرسائل : 244 العمر : 42 رقم العضوية : 2 الأوسمة : تاريخ التسجيل : 03/02/2008
| موضوع: رد: قصة نقاب الخميس 3 أبريل - 8:53 | |
| شكرا اخي ولو ان القارئ عليه ان يقرأ الموضوع مرتين ففي البداية كنت اتوقع ان الفكره هي ان الخمار والنقاب وان النقاب هو الحل ولكن في النهاية غير ذلك بارك الله فيك اخي | |
|