كيف تلقى محاضرة بغير أخطاء

كيف تلقى محاضرة بغير أخطاء :

أولاً المقدمة :
 من ألقى محاضرة من غير مقدمة فقد دخل إلى العقول بغير إذن . ومن دخل موضعاً بغير إذن فلا يلومن إلا نفسه إن لم يرحب به .
 تذكر أن مهمة المقدمة هى التمهيد للموضوع ، وأن أفضل تمهيد لمحاضرتك هو إثارة الانتباه و التشويق لموضوع المحاضرة .
 ابدأ مقدمتك بصوت مسموع ، وتجنب البداية بصوت منخفض يدل على الخمول .
 إن كانت المقدمة القصيرة لا تفى بغرض التشويق ولفت الانتباه فالمقدمة الطويلة تجلب الملل والتشتت للسامع . فكن وسطاً بين الأمرين .

ثانيا صلب المحاضرة :
 نحن نكلم الناس بالدين والشرع ، وأصل الدين هو قال الله وقال رسوله  ، فلا معنى لمحاضرة من غير أدلة شرعية من القرآن والسنة وهو ما يسمى بالتأصيل الشرعى .
 إذا استشهد المتحدث بالآية من القرآن وأخطأ فى تلاوتها أو لم يحسن نطق لفظ فيها فكيف يأمن أحدٌ أن يأخذ منه أى معلومة فى الدين أو فى سواه ! فإن لم تكن متقناً للقرآن حافظاً له فاكتب الآيات فى ورقة تقرأ منها ، فالنظر فى الورقة لا يقلل من قيمة المتحدث ، وهو على كل الوجوه خير لك من أن تبدل فى كتاب الله .
 يقول علماء الحديث أن سبباً من أسباب انتشار الأحاديث الموضوعة هو تساهل الدعاة والوعاظ فى استعمالها وعدم التدقيق فيما يحدثون به العامة . فأحذر من الوقوع فى هذا الخطأ ولتكن الأحاديث التى تستشهد بها من الصحاح .
 سيلزمك أن تجمع باقة من الأحاديث مدونة بنصها لتستشهد بها ، ولا مانع من أن يرد على الذهن حديثاً ترويه من الذاكرة بمعناه لكن الأصل هى الأحاديث المروية بالنص المنقول من المصادر الموثوق بها .
 ما فائدة أن يعجب الناس بكلامك من غير أن ينفذوا منه شيئاً فى حياتهم ؟؟ عليك أن تدعم ما قلت بالأمثلة العملية فى حياتنا الواقعية .
 الناس تحب أن تقلد غيرها ، وفعل الصحابة والصالحين هى بمثابة النماذج المحلولة للطالب النابه كى يسير على نهجها فى التنفيذ فلا تضن على المستمعين بذكر شئ منها ، وجميل أن تذكر طرفاً من فعل المعاصرين حتى لا يظن أحد أن ما ترويه هو من التراث القديم ولا يتناسب مع العصر الحديث .
 تخير من الأمثلة ما يتناسب مع الحاضرين ولا تكن مثل الخطيب المفوه الذى تحدث إلى قوم عن حرمة الذهب والحرير على الرجال وأسهب ، فوافقوه على ما قال ثم قاموا يجرون أثمالهم البالية وملابسهم المرقعة .
 وفِ الموضوع الذى تتحدث فيه حقه ، وتحدث عنه فى عناصر واضحة ( مثل مدى أهميته وفضله – أنواعه وأشكاله - ثواب من يفعله عقاب من يتركه .. )
 كثرة الاستطراد والتحدث خارج الموضوع يشتت السامع فلا تكثر منه بدون داع .
 تعلم من الأسلوب القرآنى المتعدد الأشكال كيف تدفع المستمع إلى تنفيذ ما يطلبه منه دينه والتزامه بكل الأساليب ، وعليك بأنواع الترغيب المختلفة بداية من البركة فى الدنيا حتى الفوز بالجنة ، وتجنب الإسراف فى الترهيب فكثيراً ما يؤدى ذلك إلى نتيجة عكسية .
 لا تدع لذهن السامع فرصة للشرود ، اجذب انتباهه بسؤال مستفسر أو اقطع الملل بين حين وآخر بذكر طرفة أو تعليق ضاحك ..
 إذا مل الناس من كثرة كلامك ‍فلن يستفيدوا شيئاً مما تقول ، فلا تطل عليهم حتى يصلوا لمرحلة الملل .

ثالثاً الختام :
 لا تباغت الناس بأنك أنهيت كلامك ، وكما استأذنت عقولهم قبل أن تدخل كرر الاستئذان بالخروج .
 ليكن ختامك هو إجمال لما قلت من غير تكرار ممل ، مع التركيز على التكاليف العملية التى خرجتم بها .

ملاحظات عامة :
 أنت تحتاج لكل تركيز السامع ، فتجنب الجلوس فى موضع من شأنه أن يسرق منك تركيز سامعيك ( ممر للناس – بالقرب من الأطفال .. )
 السامع يشتت ذهنه كثرة الحركة فتجنب تكرار الحركات من هذا النوع مثل خلع النضارة ولبسها .
 ليست الحركات فقط هى التى تتسبب فى تشتت السامع فقد يسبب ذلك أيضاً استعمال كلمة معينة وترديدها بصورة تلفت نظر السامع وتلفت نظره إليها أكثر من الموضوع الأصلى .
 الصوت المنخفض يجهد السامع ليتبينه ، كما أن الصوت العالى يزعجه وكلاهما يمنعان التركيز .
 وأخيراً عليك بالبشاشة فى وجه المستمع ، فالنبى  عوتب فى القرآن على عبوسه فى وجه عبد الله بن أم مكتوم .

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وجعلها خالصة لوجهه الكريم .

منقوووووووووووووووووووووول

مشكور موضوع مهم جدا ومفيد

شكرا أخي احمد على المرور