السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان التفاوت في هذه المسألة لا علاقة له بالانسانية ولا بالكرامة ولا بالأهلية فما دامت المرأة انسانه كالرجل وكريمة وذات اهلية كاملة .
لم يكن اشتراط المرأتين في الشهادة الا لامر خارج عن كرامة وانسانية المرأة واعتبارها واحترامها . لكن الاسلام اناط المرأة بمهمة صعبة جدا
واعباء جسام وهي المحافظة على الاسرة وجعل امانة الاجيال في عنقها من جهة وما يعتريها من ضعف في الذاكرة واضمحلال في التفكير من
جراء الحيض والولادة والنفاس من جهة اخرى .
مما يجعل المرأة كثيرة الشرود وسريعة النسيان فأخبر تبارك وتعالى بهذا الامر في مضمون الاية ( ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى )
واستعمل ( تُذكر ) ولم يستعمل مثلا لفظة ( تُخبر ) .
فما السر في ذلك ؟ ؟ ؟
ج / مما لا شك فيه ان تركيب المرأة النفسي ، وقوة عاطفتها المرهفة وشدة انفعالها وسرعة تأثرها يجعلها لا تُفكر بعيدا ً في امر الشهادة بل
تتغلب عليها العواطف فتستجيب لها . ولهذا المعنى ذهب الكثير من الفقهاء الى ان شهادة المرأة لا تُقبل في الجنايات وليس ذلك الا لما ذكرت
من انها غالياً ما تكون قائمة بشؤون البيت ولا يتيسر لها ان تحضر مجالس الخصومات التي تقضي بجرائم القتل وما اشبه ذلك ، واذا
حضرتها فَقل ان تستطيع البقاء الى ان تشهد جريمة جريمة القتل بعينيها وتظل رابطة الجأش بل الغالب انها اذا لم تستطع الفرار تلك الساعة
كان منها ان تغمض عينيها وتصرخ فكيف يمكن ان تتمكن من اداء الشهادة .
ومن المُسَلم به ان الحدود تدرأ بالشبهات وشهادتها في القتل واشباهه تحيطها الشبهة . شبهة عدم امكان تثبتها من وصف الجريمة لحالتها
النفسية عند وقوعها . وقد قبلت الشريعة من جهة اخرى شهادة المرأة دون الرجل في الامور التي تحضرها غالبا ً حيث قبلت شهادتها في
الامور التي لا يجوز ان يطلع عليها غيرها وقرروا ان شهادتها تقبل في الولادة والثيوبة والبكارة وفي العيوب الجنسية لدى المرأة والرضاعة
وما اشبه ذلك من الامور التي هي من اختصاصها .
اذاً ليست المسألة مسألة كرامة واهانة او اهلية وعدمها انما للاسباب انفة الذكر .
قال تعالى : ( واستشهدوا شهيدين من رجالكم فأن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ، ان تضل احدهما فتذكر احداهما
الاخرى ) .
وهذه المسألة من الامور التي يثيرها اعداء الاسلام على انه ظلم للمرأة ولم يسوها بالرجل في هذا الميدان . ان المعاول الهدامة والابواق
الجوفاء لا تفتأ تعرض بالاسلام واهله سواء بهذه المسألة او غيرها ولكن الذي نقوله هو الحق واضح لا مرية فيه وان الباطل مهما طال حبله
فهو منقطع .
المصدر : المرأة المسلمة في مواجهة التحديات / صالح خليل حمودي / ص 96