البدانة من الأسباب الرئيسية لارتفاع ضغط الدم عند الأطفال
الأبحاث العلمية أكدت أن الاصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين يبدأ منذ الطفولة ويستمر تقدم المرض حتى يتم اكتشافه في سن متقدم. وانهما يرتبطان ارتباطا وثيقا بالمستوى الاجتماعي،
والمعيشي للأفراد. فالأطفال ذو المستوى المعيشي المتوسط والمتدني اكثر عرضة للاصابة بارتفاع ضغط الدم عن اقرانهم الذين يتمتعون بمستوى معيشي مرتفع. ولذلك تنصح الجمعيات العالمية لأمراض القلب بضرورة قياس ضغط الدم عند الأطفال من سن الثالثة.وأثبتت دراسة علمية قامت باجرائها الدكتورة عزة عبد الشهيد عبد الله استاذ مساعد صحة الطفل بالمركز القومي للبحوث على 1618 طفلا تتراوح أعمارهم بين 12 - 16 عاما يمثلون ثلاث مستويات اجتماعية مختلفة. ان نسبة ارتفاع ضغط الدم في هؤلاء الأطفال 13% بينما كانت نسبة الأطفال الذين يعانون من البدانة 18% ترتفع الى 5,45% في الاطفال المصابين بارتفاع ضغط الدم.وأشارت النتائج ايضا الى أن طفل الريف أقل الفئات عرضة للإصابة بالمرض نتيجة تناولهم الخضروات والفواكه وقلة اصابتهم بالبدانة وعدم تعرضهم للضغوط الاجتماعية التي يتعرض لها أطفال المدن علاوة على أن المرض يصيب الذكور أكثر من الإناث وكذلك في الجنس الأسود عن الأبيض.
ارتفاع ضغط الدم وعن مرض ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال تقول الدكتورة عزة عبد الشهيد: كان الاعتقاد السائد هو أن المرض يصيب الكبار فقط ولكن بتوالي الأبحاث اظهرت قياسات ضغط الدم الأولى ان هناك فئة ليست بسيطة تصاب بارتفاع ضغط الدم وهؤلاء الأطفال هم المرشحون ليصبحوا مصابين بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وتشير الى ان هناك نوعين من ارتفاع ضغط الدم، ثانوي وهو الناتج عن أي مرض عضوي بالجسم مثل أمراض الكلى والقلب وأمراض الغدد الصماء أو يكون ناتجا عن تناول عقاقير لعلاج أمراض أخرى. أما النوع الثاني وهو الذي يصيب الفرد وحده دون اصابته بأمراض أخرى.
وتقول ان التفرقة بين النوعين تعتمد على النواحي الاكلينيكية ونتائج الفحوص. فارتفاع ضغط الدم عند حديثي الولادة عادة ما يكون ناتجا عن امراض الكلى والقلب أو نزيف بالمخ وخلال المرحلة من سنة الى ست سنوات فتكون امراض الكلى والقلب والغدد الصماء هي الأكثر تسببا في ارتفاع ضغط الدم وبداية من 6 - 12 عاما فإنه بالرغم من ندرة حدوث ضغط الدم الأولى في هذا العمر الا انه يؤخذ في الاعتبار لامكانية حدوثه. ويكون هذا النوع الأولى هو الاحتمال الأكبر لارتفاع ضغط الدم في الأطفال ابتداء من 12 عاما.
ويتم قياس ضغط الدم بالجهاز ذي المقاس المناسب لذراع وحجم الطفل ويبدأ القياس في وضع الجلوس لمدة 3 - 5 دقائق ثم يبدأ بعدهما القياس مرتين ويتم تسجيل متوسط القياسين. ويتم مقارنة ضغط الدم المقاس بجداول خاصة توضح الضغط المناسب للأعمار المختلفة وأيضا طبقا لطول الطفل، ويكرر القياس على مدى أسابيع وشهور متفرقة حتى يمكن التأكد من ثبات ارتفاع ضغط الدم. وعن أسباب الاصابة بضغط دم الأطفال تقول الدكتورة عزة عبد الشهيد أنه من المرجح علميا ان المرض له أصول وراثية وجينية. فثبت أن هناك مجموعة من الجينات تتحكم في ضغط الدم عن طريق التحكم في بعض العمليات الفسيولوجية التي تؤدي الى ارتفاع ضغط الدم. وأهم الأسباب حدوث السمنة وكذلك ارتفاع نسبة الكوليسترول وأيضا مختلف التغيرات التي تحدث في نوعيات الدهون في الدم وكذلك الاصابة بمرض السكر. وتشير أيضا الى أن ارتفاع ضغط دم الأطفال بعد ممارسة رياضة عنيفة أو بسبب بعض الضغوط النفسية يؤدي الى احتمالية الاصابة في سن لاحق بارتفاع دائم في ضغط الدم. المهم أيضا في الاصابة هو وجود تاريخ عائلي لارتفاع ضغط الدم ووجود تاريخ عائلي أيضا في الاصابة بأمراض تصلب الشرايين والذبحة الصدرية وأمراض الكلى الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم.
تصلب الشرايين وعن كيفية حدوث مرض تصلب الشرايين والذي يتم اكتشافه بعد سنوات طويلة من ارتفاع ضغط الدم تقول: يتسبب ارتفاع ضغط الدم في اصابة الأغشية المبطنة للأوعية الدموية ثم يبدأ تجمع المواد الدهنية فوق المناطق المصابة من جدار الأوعية الدموية. هذه الحالات يمكن علاجها بسهولة. أما اذا استمر ارتفاع ضغط الدم مع زيادة نسبة الدهون فتتطور مكونة تجمعات أو رقعات في جدار الأوعية مسببة انسدادات وتضيف أن خطورة المرض يزيد بزيادة نسبة الدهون والترايجليسيريد بالدم بحيث تتضاعف امكانية حدوث المضاعفات الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم.
وتشير الى ان البدانة من المسببات الرئيسية للاصابة ويصل الطفل الى مرحلة البدانة عندما يقسم وزن الطفل على مربع طوله بالمتر. فإذا كان الطفل عمره 4 سنوات وطوله مترا ووزنه الطبيعي 20 كيلوغراماً، فإن هذا الطفل ليس بدينا، لكن إذا زاد الوزن عن ذلك بـ 6 كيلوغرامات فإن الطفل يعتبر بدينا والبدانة تؤدي الى مقاومة الجسم لعمل هرمون الايسيولين والذي يؤدي بدوره الى افرازه في الدم وهذا يؤثر بشكل مباشر على عمل الأوعية الدموية وتخزين الصوديوم بالدم ثم الى ارتفاع ضغط الدم والبدانة أيضا تعمل على احداث التغيرات في نسب الدهون بالدم محدثة مرض تصلب الشرايين.
وعن أعراض مرض ارتفاع ضغط الدم في الأطفال تقول الدكتورة عزة عبد الشهيد لا توجد أعراض واضحة للمرض ومن المحتمل ان يشكو الطفل من صداع بسيط أو التعب السريع عند ممارسة الرياضة ولذلك إن ادراج قياس ضغط الدم عند الكشف الدوري للأطفال أصبح ذا أهمية عالية وهناك العديد من الفحوصات التي يمكن اجراؤها لمريض ضغط الدم المرتفع ومنها الموجات الصوتية على القلب وقياس الدهون والترايجليسريد بالدم. وقياس الميكرو بروتين بالبول من القياسات الهامة والبسيطة التي يمكن أن يجريها الابوان للطفل صباحا للتأكد من سلامة الكلى والاوعية الدموية.
الوقاية قبل العلاج وعن طرق العلاج والوقاية من مرض ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال تقول الدكتورة عزة عبد الشهيد إن هناك نوعين من التدخل للحد من ارتفاع الضغط عند الأطفال، التدخل الايجابي التعليمي للأطفال. وأيضا التدخل السلبي الذي يبدأ بأحداث تغييرات في البيئة المحيطة بدون أن يكون هناك دور ايجابي للأفراد. أما التداخل الايجابي فيمكن تدريسه للأطفال بالمدارس وذلك باعطائهم مزيد من المعلومات عن أهمية تجنب تناول الأملاح بكثرة خاصة ملح الطعام والآثار من تناول الخضروات الطازجة والفاكهة وأيضا تناول الألبان نصف منزوعة الدسم والإقلال من الوجبات السريعة التي تتسم بزيادة السعرات كذلك الاهتمام بممارسة الرياضات الهادفة الى تحسين اللياقة البدنية والحد من السمنة.
وهناك تدخلات تهدف الى تغيير الظروف المحيطة بالأطفال منها تشجيع المدرسة على المشاركة في الأنشطة الرياضية وإعطاء وجبات مدرسية مناسبة من حيث السعرات والتكوين الغذائي.
اضافة الى أن إبعاد الأطفال عن الضغوط النفسية والاجتماعية مما يساعد على عدم تعرضهم الى الارتفاع في ضغط الدم.
وبالإضافة الى ماسبق من طرق الوقاية وممارسة الرياضة والالتزام بالنظام الغذائي المتوازن يمكن استعمال بعض العقاقير الآمنة التي تؤدي الى ضبط ضغط الدم.
وفي النهاية تؤكد الدكتورة عزة عبد الشهيد على أن الوقاية من المرض تأتي بإدراج الكشف عن مستوى ضغط الدم في الأطفال ضمن الكشف الدوري السنوي بالصحة المدرسية وتسجيله بحيث يمكن متابعة الحالات التي يظهر فيها المرض مبكرا ومن ثم التدخل والتغلب عليها
المصدر: http://www.albayan.co.ae/albayan/2003/03/29/mnw/13.htm